للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأي برأيه؛ فعليك بخاصَّة نفسك، وإِيَّاك وأمر العامة، فإن من ورائكم أيَّامًا الصبرُ فيهن كالقبض على الجمر، للعامل فيهن أَجْرُ خمسين رجلًا يعملون مثل عملكم، وزاد غيره: فقال (١): بل أجر خمسين منهم (٢)، قال: بل منكم، مرتين أو ثلاثًا، قال في الآخِرَةِ: لأنكم تجدون على الخير أعوانًا، وهم (٣) لا يجدون عليه أعوانًا" (٤).

وقوله: ﴿الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾، إخبارٌ عن دعاة الخلق إلى الحق، وتحذيرهم عن غير الله، وأوَّل ما يُغَيِّرُونَ على أنفسهم؛ فيأمرونها بالتقوى، وينهونها عن اتباع الهوى والاغترار بالمُنَى، فإذا أطاعتهم أنفسهم انتقلوا إلى سواها، واتخذوها سبيلًا (٥) إلى غيرها، وجعلوها قنطرة للعبور إلى مطلوبهم من جِنْسِ ذلك، ممَّا فيه الفوز والنعيم (٦).

وأمَّا قوله: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ﴾؛ قال أهل الزهد: "بدأوا بأنفسهم، انظر (٧) إلى قوله: ﴿وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ﴾، وذلك فِعْلُهم" (٨).


(١) في (د): فقالوا.
(٢) في سنن أبي داود (٥/ ٣٩٦ - شعيب): "أجر خمسين منهم".
(٣) سقط من (ك) و (ص) و (ب).
(٤) أخرجه الترمذي في جامعه: أبواب التفسير عن رسول الله ، باب ومن سورة المائدة، رقم: (٣٠٥٨ - بشار).
(٥) في (ك): سبلًا.
(٦) ينظر: لطائف الإشارات: (٢/ ٦٨).
(٧) في (ك) و (ص) و (ب): انظروا.
(٨) لطائف الإشارات: (٢/ ٥٥٠).