للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنَّما يغَسِّلُ الرَّجُلَ جارُه، أو صاحبُه، أو قريبُه، فإذا كُفِّنَ قال قائل: "احْمِلُوا تُحْمَلُوا"، فانتَدَبَ إلى حَمْلِه كلُّ من حَضَرَ أو عَبرَ (١).

وأمَّا التذكرة فإن المَرْءَ في غَفْلَةٍ، حتى إذا رأى الجنازة ثَابَ إليه ذُكْرُه الذي ذَهِلَ عنه، وقد (٢) كان النبيُّ إذا رآها قام إليها، وقال: "إنها لنَفْسٌ (٣) أوانُها فَرَغَ (٤) " (٥)، ثم نُسِخَ ذلك (٦)، وبقي القيامُ إليها بالقَلْبِ.

وأمَّا الموعظةُ؛ فبالحذر من أن ينزل بك (٧) مثلُ ذلك، فتُعِدَّ له بوصية وعَمَلٍ واستدراكِ فَائِتٍ من توبة واستغفار.

وأمَّا الكرامةُ؛ فله بستره (٨)، فإنه جِيفَةٌ كما سمَّاه النبي في المؤمن، فكيف غيره؟

ولك بألَّا ترى ما تَكْرَهُ (٩) فيه أو منه، وبذلك تحصلُ الراحة لك وله؛ فإنك تَقْدُمُه إلى مدفنه، وهو موضع إِطْلَاعِه على منزله في الجنة.


(١) قال في العارضة (٤/ ٣٤٤): "وليس في تلك الديار أَحَدٌ لحمل الجنائز، ولكن يُبرَز الميت على الطريق، وينادي مُنَادٍ: احملوا تُحمَلوا، فيبادر الناس إليه حتى يَتَضَايَقُوا عليه".
(٢) في (س): فقد.
(٣) في (س) و (ف) و (ص): إنه نفس.
(٤) في (س) و (د): فزغ، وفي (ص): فزع.
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر : كتاب الجنائز، باب القيام للجنازة، رقم: (٩٦٠ - عبد الباقي)، ولفظه فيه: "إن الموت فزع".
(٦) ينظر: المسالك: (٣/ ٥٦٢).
(٧) في (س): بها، وفي (ز): عليك، وضرب عليها في (د).
(٨) في (ص): فإنه يستره.
(٩) في (د): يُكره.