للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُرَى. والله أعلم"١.

وعن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطّاب قال: "كَرَمُ المرء تَقْوَاهُ، ودينُه حَسَبُهُ، ومُرُوءَتُه خُلُقُهُ، والجرُأَةُ والجبنُ غرائز يضعها الله حيث شاء، فالجبان يفرّ عن أبيه وأُمِّه، والجريء يُقَاتِلُ عَمَّا لا يبالي ولا يؤوب إلى رحلِهِ، والقتل حتفٌ من الحتُوفِ، والشهيد من احتسب نفسه على الله"٢.

وعن زيد بن أسلم قال: "كتب أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر يذكر له جموعاً من الروم وما يتخوف منهم، فكتب إليه عمر بن الخطّاب: أما بعد، فإنه مَهْمَا ينزلِ بعبدٍ مؤمنٍ من منزلٍ شدَّةٍ يجعل الله من بعدها فرجاً، وإنه لن يغلبَ عسرٌ يُسْرَين، وإن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا واتَّقُوا الله لَعَلَّكُم تُفْلِحُون} " [آل عمر: ٢٠٠] ٣.

وعن أسلم مولى عمر: أن عمر وجد ريح طيبٍ وهو بالشجرة٤ فقال: "ممن ريحُ هذا الطيب؟ فقال معاوية بن أبي سفيان: "مني يا أمير المؤمنين". فقال عمر: "منكَ لَعَمْري" فقال معاوية: "إِنَّ أُمَّ حبيبة٥ طيبتني يا أمير المؤمنين". فقال عمر: "عزمت عليك لترجعن فلتغسلنّه"٦.

وعن الصّلت بن زُبَيْدٍ٧ عن غير واحدٍ من أهله: أن عمر بن الخطّاب وجد


١ مالك: الموطّأ (رواية يحبى بن يحيى) ص ١٥٤، ورواية أبي مصعب١/٣١٦، وإسناده صحيح.
٢ مالك: الموطّأ (رواية أبي مصعب الزهري) ١/٣٦٧، وهو ضعيف لانقطاعه بين يحيى بن سعيد وعمر. وانظر: ص ٦٨٠.
٣ مالك: الموطّأ (رواية أبي مصعب الزهري) ١/٣٧٩، وإسناده ضعيف لانقطاعه بين زيد بن أسلم وعمر.
٤ الشّجرة: سَمُرة بذي الحليفة على ستّة أميال من المدينة. (معجم البلدان ٣/٣٢٥) .
٥ رملة بنت أبي سفيان، أم المؤمنين، توفيت سنة اثنتين وأربعين. (التقريب ص٧٤٧) .
٦ مالك: الموطّأ (رواية أبي مصعب الزهري) ١/٤١٧، وإسناده صحيح.
٧ الصّلت بن زبِيد بن الصَلت الكندي المدني، يروى عن سليمان بن يسار، ورى يسار، روى عنه عبد العزيز بن أبي سلمة. (ابن حبان: الثقات ٦/٤٧٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>