للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن عكرمة (١) قال: قال ابن عباس: قال لي عثمان رضي الله عنه: إني قد استعملت خالد بن العاص بن هشام (٢) على مكة، وقد بلغ أهل مكة ما صنع الناس، فأنا خائف أن يمنعوه الموقف، فيأبى، فيقاتلهم في حرم الله عز وجل وأمنه. وإن قوماً جاءوا من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم، فرأيت أن أوليك أمر الموسم. وكتب معه إلى أهل الموسم بكتاب يسألهم أن يأخذوا له بالحق ممن حصره، فخرج ابن عباس، فمر بعائشة في الصلصل (٣) فقالت: يا ابن عباس، أنشدك الله - فإنك قد أعطيت لساناً أزعيلاً (٤) - أن تخذل (٥) عن هذا الرجل، وأن تشكك فيه الناس، فقد بانت لهم بصائرهم،


(١) عكرمة مولى ابن عباس، تقدمت ترجمته.
(٢) خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة، أسلم يوم فتح مكة، وأقام بها، وقد ولي مكة (ابن سعد، الطبقات ٥/ ٤٤٥).
(٣) الصلصل: بمهملتين، ورجح البكري إعجامها، وقال: جبل عند ذي الحليفة (معجم ما استعجم ٣/ ٨٣٩ - ٨٤٠) أما ياقوت فيحعل في آخره تاء مربوطة (الصلصلة) ويرى أنها بين ماوان والربذة (معجم البلدان ٣/ ٤٢١).
(٤) أزعيلاً: نشيطاً (ابن منظور، لسان العرب ١١/ ٣٠٣)، (الفيروز آبادي، القاموس المحيط ٣/ ٤٠٠).
(٥) تخذِّل: التخذل هو حمل الرجل على خذلان صاحبه وتثبيطه عن نصرته (ابن منظور، لسان العرب ١١/ ٢٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>