للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من طرق الثقات أصلاً"١.

القول الثاني: نقل عن الإمام أحمد بن حنبل أنه حسنه كما حسنه الترمذي٢ ثم إن القائلين بصحة الحديث من أهل السنة سلفاً وخلفاً بينوا المراد من الحديث وما الذي يدل عليه وأنه ليس المراد به الخلافة.

فقد روى الحافظ أبو بكر البيهقي بإسناده إلى فضيل بن مرزوق قال: سمعت الحسن بن الحسن وسأله رجل ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كنت مولاه فعلي مولاه" قال لي: بلى والله لو يعني بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمارة أو السلطان لأفصح لهم بذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أنصح للمسلمين فقال: "يا أيها الناس هذا ولي أمركم والقائم عليكم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا والله لئن كان الله ورسوله اختار علياً لهذا الأمر وجعله القائم به للمسلمين من بعده ثم ترك علي أمر الله ورسوله لكان علي أول من ترك أمر الله ورسوله ثم قال: ورواه شبابة بن سوار عن الفضيل بن مرزوق قال سمعت الحسن بن الحسن أخا عبد الله بن الحسن وهو يقول لرجل ممن يتولاهم: فذكر قصة ثم قال: ولو كان الأمر كما يقولون إن الله ورسوله اختار علياً لهذا الأمر والقيام على الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان علي لأعظم الناس خطية وجرماً في ذلك إذ ترك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أمره ويعذر فيه إلى الناس قال: فقال له الرافضي: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: "من كنت مولاه فعلي مولاه" فقال: أما والله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان يعني بذلك الإمرة والسلطان والقيام على الناس بعده لأفصح لهم بذلك كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت ولقال لهم: إن هذا ولي أمركم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا فما كان من رواء هذا شيء فإن أنصح الناس كان للمسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم٣.


١ـ انظر كتاب ابن حزم الأندلسي ورسالته في المفاضلة بين الصحابة ص/٢٦٤.
٢ـ منهاج السنة ٤/٨٦، وانظر المنتقى للذهبي ص/٤٦٦-٤٦٧.
٣ـ الاعتقاد للبيهقي ص/١٨٢-١٨٣ وانظر تفسير روح المعاني للألوسي ٦/١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>