بكلمات الله التامة؛ من كل عين لامة، ومن كل شيطان وهامة"١.
والأصل فتي مأزورات موزورات لاشتقاقها من الوزر، كما أن الأصل في لامة ملمة لأنها فاعل من أَلَمَّتْ، إلا أنه عليه الصلاة والسلام قصد أن يعادل بلفظ مأزورات لفظ مأجورات، وأن يوازن بلفظ لامة لفظتي تامة وهامة، ومثله قوله عليه الصلاة والسلام: "من حفنا أو رفنا فليقتصر" أي: من خدمنا أو أطعمنا، وكان الأصل: أتحفنا، فأتبع حفنا رفنا.
ويروى في قضايا عليّ أنه قضى في القارصة والقامصة والواقصة بالدية أثلاثاً، وتفسيره: أن ثلاث جوار ركبت إحداهن الأخرى فقرصت الثالثة المركوبة فقمصت فسقطت الراكبة ووقصت، فقضى للتي وقصت أي اندق عنقها بثلثي الدية على صاحبتيها، وأسقط الثلث باشتراك فعلها فيما أفضى إلى وقصها، والواقصة هنا بمعنى الموقوصة، وأنشد الفراء في هذا النوع:
هناك أخبية ولاج أبوبة ... يخلط بالجد منه البر واللينا
فجمع الباب على أبوبة ليزاوج لفظة أخبية". انتهى ما نقل عن الحريري.
وفي الخلاصة:
وفي اضطرار وتناسب صرف ... ذو المنع والمصروف قد لا ينصرف
وفي الكافية:
ولاضطرار وتناسب صرف ... ما يستحق حكم غير المنصرف
ورأى أهل الكوفة الأخفش في ... إجازة العكس اضطراراً يقتفي