للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فالمسيح سمّاه الله (روحاً) كتسمية جبريل روحاً، وقد قلنا: إن الشيء قد يسمى بما يلازمه، فالله تعالى نفخ في مريم بواسطة جبريل وهو المعني بقول لوقا في إنجيله: "روح القدس تحلّ عليك"١. وقد قالت التوراة: "إن روح الله حال في يوسف"٢. وذلك كناية عن العلم والحكمة.

وفي التوراة: "إن بصلئيل رجل من سبط يهوذا ورجل آخر من سبط دان قد ملأتهما روح القدس"٣. وفي التوراة: "إن يوشع امتلأ من روح القدس؛ لأن موسى كان قد وضع يده على رأسه"٤.

وفي كتاب الأسباط٥: "إن روح الله لبست جدعون"٦. وفيكتاب شمويال٧: "إن روح الله تكلمت على لساني"٨. وفي كتاب حزقيال يقول: "رأيت قدوس الله فوقعت فدخلت فِيَّ الروح فأقامتني"٩.


١ لوقا ١/٣٥.
٢ سفر التكوين ٤١/٣٨.
٣ سفر الخروج ٣١/١-٣.
٤ سفر التثنية ٣٤/٩.
٥ كتاب الأسباط هو سفر القضاة: نسبة إلى فترة من تاريخ بني إسرائيل كان القضاة هم الذين تولوا شؤون الحكم في بني إسرائيل بعد استيلائهم على بلاد كنعان بقيادة يوشع بن نون، وعدد إصحاحاته (٢١) إصحاحاً، وموضوعه: تاريخ بني إسرائيل من قبل موت يوشع إلى آخر أيام شمعون.
أما مؤلِّف هذا السفر، فإنه لا يعرف على التحقيق، ويظن أنه صموئيل النبيّ، قال تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً} . [سورة النجم، الآية: ٢٨] . (ر: قاموس ص ٧٣٧، مقدمة الكتاب المقدس بالإنجليزية، طبعة سنة ١٩٧١م، وهي التي يطلق عليها النسخة القياسية المنقحة (R.S.V) ، رسالة في اللاهوت ص ٢٧٥، سبينوزا) .
٦ سفر القضاة ٦/٣٤، وجدعون: هو ابن يوآش. أحد قضاة بني إسرائيل، ويزعمون أن ملاك الرّبّ قد دعاه ليخلص شعبه من المديانيين والوثنيين، وليهدم مذبح البعل الذي كان يعبده قومه. (ر: سفر القضاة الإصحاحات (٦، ٧، ٨، قاموس ص٢٥٢) .
٧ كتاب شمويال هو: سفر صموئيل، وصموئيل مناه: (اسم الله) ، وهو في العهد القديم من الأنبياء وآخر القضاة في بني إسرائيل، وقد أمره الله أن يمسح شاؤل ملكاً على بني إسرائيل، وينسب إليه سفران باسمه، وكانا في الأصل سفراً واحداً وتمَّ تقسيمه إلى جزئين في طبعة البندقية ١٥١٦-١٥١٧م، من النسخة السبعينية، وعدد إصحاحات السفر (٣١) ، والثاني (٢٤) ، إصحاحاً. أما مؤلِّف السفر الأوّل والثاني فهو مجهول. ويقول سبينوزا: لم يكتب صموئيل سفره؛ لأن الرواية تمتد إلى ما بعد موته بقرون عديدة. (ر: رسالة في اللاهوت ص ٢٧٥، قاموس ص ٥٥٢، وما بعدها، مقدمة الكتاب المقدس، ط سنة ١٩٧١م، بالإنجليزية) .
٨ سفر صموئيل الأوّل ١٠/١٠.
٩ سفر حزقيال ٣/٢٣، ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>