ويتملكنا العجب إذا عرفنا أن تلك العقيدة لا يشير إليها أيّ نصّ في الأناجيل الأربعة المعتمدة لديهم، وإنما وردت في إنجيل نيقوديموس (نيكوديم) ١٧/١٣ - وهو أحد رؤساء اليهود الذين آمنوا بالمسيح - وهذا الإنجيل من ضمن الأناجيل المرفوضة من النصارى. (ر: المسيح في مصادر العقائد المسيحية ص ٣٠٦-٣٠٩، الأسفار المقدسة ص ١٠٦، د. عليّ وافي) . ومما لا شكّ فيه أن القول بنزول المسيح إلى جهنم وتخليص أرواح الناس والأنبياء والرسل السابقين منها إنما هو زيغ وضلال وكفر، فإنه لا يعقل أن يكون الأنبياء والصالحون في نار جهنم، وإلاّ فما الفائدة أن يسعى الناس ليكونوا صالحين إذا كانت نهايتهم سواء مع الظالمين والفاسدين في نار جهنم؟!!!. {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ} . [سورة السجدة، الآية: ١٨] . وكيف يكون الأنبياء في الجحيم وقد بيّن لوقا في إنجيله ١٦/٢٣-٢٥ على لسان المسيح أن الموتى من الصالحين ينتقلون فوراً إلى النعيم بينما يتلظى الأشقياء في نار الجحيم؟!!.