للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

[وغداً] ١ وفي اليوم الثالث أكمل لأنه لا يهلك نبي خارجاً عن أورشليم"٢.

وقال يوحنا حبيب المسيح: "إن المسيح لما أطعم من حوتين وخمس خبزات جماً عظيماً، قال الناس: حقّاً إنّ هذا لهو النّبيّ الآتي إلى العالم"٣.

فإن صدّق النصارى أقواله وأقوال تلاميذه فقد اعترفوا بعبوديته ونبوته، وإن ردوا أقواله كفروا به جملة، وساووا في ذلك سائر الكفار/ (١/١٤٠/ب) .

المسألة السابعة من العشر المفحمات:

إن نسأل النصارى عن يسوع المسيح، هذا الذي يتّخذونه إلهاً مع الله، هل كان آدم ونوح وإبراهيم وموسى وهارون وأهل مللهم في زمانهم يعرفونه أم لا؟.

فإن زعموا أنهم ما كانوا يعرفونه فقد أزروا على من ذكرنا من أنبياء الله وأهل صفوته وشهدوا عليهم بالكفر الصريح، إذ كانوا لا يعرفون ربّهم يسوع المسيح الذي لا يصحّ التوحيد دون معرفته.

وإن قالوا: إنهم كانوا عارفين به أنه هو ربّهم وخالقهم، أكذبتهم كبتهم ونبواتهم، إذ ليس فيها شيء من هذا القبيل، وأزروا على المسيح وعلى تلاميذه وخطوؤهم في أقوالهم، إذ يخاطبون المسيح بلفظ العبودية والنبوة والرسالة كما تقدم في بابي عبوديته ونبوته. وكيف يكون المسيح ربّ موسى وإبراهيم ومَن ذكرنا وشمعون الصفا رئيس الحوريين يقول في رسالته إلى إخوانه: "اعلموا أن الله أرسل إليكم يسوع المسيح"٤. ويقول: "اعلموا أن المسيح رجل جاءكم من الله بالقوة والأيد؟ "٥.


١ في ص (وغد) ولعل الصواب ما أثبته.
٢ لوقا ١٣/٣١-٣٣.
٣ يوحنا ٦/١٠-١٤.
٤ سفر أعمال الرسل ٢/٢٦.
٥ سفر أعمال الرسل ٢/٢٢-٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>