للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن جوّزوا ذلك على الله تعالى أكذبتهم التوراة والإنجيل والمزامير، / (١/١٣٩/أ) إذ التوراة تشهد في السفر الأوّل١ منها أن الله أنزل الطوفان، وأهلك الجبابرة والفراعنة والطغاة والنماردة وسائر الملوك من بني آدم وكلّ ذي روح من الحيوان البهيم وغيره، وكذلك تشهد أنّ الله غَرَّق فرعون وهو في ستمائة ألف فارس في البحر في ساعة واحدة٢، ولم يُقْهر سبحانه ولم يغلب بل هو القاهر الغالب جلّ وعلا.

وقد قال المسيح في إنجيله: "لا صالح إلاّ الله الواحد، ولا يعلم يوم القيامة سوى الله وحد". فمن ألحق بالله شيئاً من هذه النقائص فقد افترى على الله، تعالى الله عن قول الجاهلين علوّاً كبيراً.

قال داود في المزمور السابع عشر: "لا إله إلاّ الله، لا عزيز مثل إلهنا، الذي عَلَّم يدي القتال، وشدّد ذراعي مثل قوس النحاس، يمينه نصرتي، أطلب أعدائي فأدركهم، عضّدي في الحرب، بقوته جعل الذين قاموا عليّ تحتي، سحق أعدائي مثل التراب ومثل طين الطرق أطؤهم، صيَّرهم رأساً على الشعوب"٣.

المسألة السّادسة من العشر المفحمات:

إنا نسأل النصارى عن ما تضمنه الإنجيل من أقوال المسيح وأقوال تلاميذه فيه أحقّ هو أم باطل؟

فإن زعموا أنها باطلة كفروا بالمسيح، وساووا في ذلك اليهود والمجوس وغيرهم.

وإن قالوا: إنها حقّ وصدق، اعترفوا بعبودية المسيح ونبوته ورسالته


١ سفر التكوين الإصحاح (٧، ٨) .
٢ سفر الخروج الإصحاح (١٤) .
٣ المزمور ١٨/٣١-٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>