للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فالتوراة من فاتحتها إلى خامتها مصرحة بوحدانية الله تعالى، وأنه ليس معه إله غيره، وأنه مستبد بالخلق والاختراع.

وقال التوراة:"وكلّم الله آدم"١."وكلّم الله قايين"٢."وكلّم الله نوحاً"٣. "وكلّم الله موسى"٤.كلّ ذلك بلفظ الوحدة ونفي الشركاء.

وقد قال موسى في السفر الخامس: "إلهي، أيّ إله في السماء أو في الأرض يعمل مثل أعمالك؟ "٥. وقال موسى في هذا السفر وهو يوصي بني إسرائيل: "احترسوا واحتفظوا بنفوسكم جداً، فإنكم لم تروا شبهاً في اليوم الذي كلمكم الله ورأيتم مجده، إياكم أن تبعدوا آلهة معمولة من الخشب والحجارة وغيرها، فحينئذٍ تطبون الله فلا تجدونه، أقبلوا يا بني إسرائيل إلى الله ربّكم وجده، واعبدوه، ووحّدوه، تجدونه إذا طلبتموه من كلّ قلوبكم وأنفسكم/ (١/١٣٨/أ) لأن الله ربّكم إله رحيم لا يخذل ولا يُسلِّم من عَبَده ووحَّدَه وعلم أنه لا إله غيره هو ربّ كلّ شيءٍ وإلهه، واعملوا أن الله هو إله في السماء فوق وفي الأرض أسفل وليس إله سواه"٦.

وقال الله تعالى في هذا السفر من التوراة: "احفظوا ما آمركم به، ولا تحيدوا عنه يميناً ولا شمالاً، بل سيروا في الطريق التي أمركم بها إله ربّنا واحد فأحبوه من كلّ قلوبكم وأنفسكم وأموالكم، واكتبوا ذلك في قلوبكم، وتكلموا به إذا سافرتم أو أقمتم أو رقدتم وشدّوه على أبدانكم، وليكن مَيْسَماً بين أعينكم،


١ سفر التكوين الإصحاح (٢، ٣) .
٢ سفر التكوين الإصحاح (٤/٦) .
٣ سفر التكوين الإصحاح (٦، ٧) .
٤ سفر التكوين الإصحاح (٣، ٤) .
٥ سفر التثنية ٣/٢٤.
٦ سفر التثنية ٤/١٥-٣٩، في سياق طويلٍ وقد أورده المؤلِّف مختصراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>