للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسمائها لتغيير لعب الرمح فى هذه المدّة اليسيرة من صفة إلى أخرى، فكيف وهذا الذي ذكرناه من ابتداء السوق من سنة إحدى وثمانين وستمائة! فمن باب أولى تكون زيادات أنواع سوق المحمل أحقّ بهذا لطول السنين، ولكثرة من باشره من المعلّمين الأستاذين، ولتغير الدّول، ولمحبّة الملوك وتعظيمهم لهذا الفن، ولإنفاق سوق من كان حاذقا فى هذا الفن. وقد صنّفت أنا ثمانية ميادين كلّ واحد يخالف الآخر فى نوعه لم أسبق إلى مثلها قديما ولا حديثا، لكنّنى لم أظهرها لكساد هذا الفنّ وغيره فى زماننا هذا، ولعدم الإنصاف فيه وكثرة حسّاده ممّن يدّعى فيه المعرفة وهو أجنبىّ عنها، لا يعرف اسم نوع من أندابه «١» على جليّته بل يدّعيه جهلا، ويقوى على دعواه بالشّوكة والعصبيّة. ولله درّ القائل:

أيّها المدّعى سليمى كفاحا ... لست منها ولا قلامة ظفر

إنّما أنت من سليمى كواو ... ألحقت فى الهجاء ظلما بعمرو

وشاهدى أيضا قول العلّامة جار «٢» الله محمود الزّمخشرىّ وأجاد، رحمه الله تعالى:

وأخّرنى دهرى وقدّم معشرا ... على «٣» أنّهم لا يعلمون وأعلم

ومذ أفلح الجهّال أيقنت «٤» أنّنى ... أنا الميم والأيام أفلح أعلم

قلت: وتفسير الأفلح هو مشقوق الشّفة العليا، والأعلم مشقوق الشّفة السّفلى، وفائدة ذلك أن مشقوق الشفتين العليا والسّفلى لا يقدر أن يتلفّظ بالميم ولا ينطق بها. فانظر إلى حسن هذا التخيّل والغوص على المعانى.