للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا وجه لما ذهب إليه؛ إلاَّ أن يكون أراد أنَّ الياء جيء بها لفكِّ الإدغام، كأن يكون الأصل (تِتَّاء) فخُفِّفَ بقلب التَّاء الأولى ياءً، كما قالوا في دِنَّارٍ: دِينَارٌ.

وإن لم يكن الأمر كذلك فإنَّ صواب الوزن على تقدير أصالة التَّاء الأولى والهمزةِ (فِيعَال) من (ت ت أ) أو (فِعْتَال) من (ت ي أ) . والأوَّل أقرب؛ لأنَّ زيادة الياء في هذا الموضع أكثر من زيادة التّاء حَشْواً في غير (الافْتِعَال) .

ومن أمثلة التّداخل: تداخل (ول هـ) و (ل ي هـ) أو (ل وهـ) في لفظ الجلالة (الله) وقد اختلفوا في أصله واشتقاقه اختلافاً بيِّناً١:

فمنهم من جعل الأصل (ول هـ) ٢ من الوَلَهِ، وهو الحَيْرَةُ؛ فالخلق يَوْلَهُونَ إليه في حوائجهم، ويضرعون إليه فيما يصيبهم، ويفزعون إليه في كلِّ ما ينوبهم؛ كما يَوله كُلُّ طفلٍ إلى أمِّه؛ قال عزَّ وجلَّ: {ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} ٣ وكان القياس أن يقال: (مَوْلُوهٌ) كما قالوا: مَعْبُود؛ إلاَّ أنَّهم خالفوا به ذلك البناء؛ ليكون اسماً عَلماً؛ فقالوا:


١ ينظر: العين١/٩٠، والكتاب٢/١٩٥، ٣/٤٩٨، وتفسير أسماء الله الحسنى٢٥، والزِّينة٢/١٣، والمخصّص١٧/١٣٤، وأمالي ابن الشّجري٢/١٤، والبيان في غريب إعراب القرآن١/٣٢، والجامع لأحكام القرآن ١/١٠٢، وبصائر ذوي التَّمييز٢/١٢، وعناية القاضي٧/٣٣٣، وموطئة الفصيح٥ب،٦أ.
٢ ينظر: مقاييس اللّغة٦/١٤٠، ونتائج الأفكار٥٢، واللّسان (أله) ١٣/٤٦٨.
٣ سورة النّحل: الآية٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>