للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو الفرج١: "أسلم: أخلص. وفي الوجه قولان: أحدهما: أنّه الدين، والثاني: العمل"٢.

وقال البغوي: {أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} : أخلص دينه لله، وقيل: أخلص عبادته لله، وقيل: خضع وتواضع لله، وأصل الإسلام: الاستسلام والخضوع، وخُصّ الوجه لأنّه إذا جاد بوجهه في السجود، لم يبخل بسائر جوارحه. {وَهُوَ مُحْسِنٌ} في عمله، قيل: مؤمنٌ، وقيل: مُخلصٌ٣.

قلت: قول من قال: خضع وتواضع لربّه، هو داخلٌ في قول من قال: أخلص دينه، أو عمله، أو عبادته لله؛ فإنّ هذا إنّما يكون إذا خضع له وتواضع له دون غيره؛ فإنّ العبادة والدين والعمل له لا يكون إلا مع الخضوع له والتواضع، وهو مستلزمٌ لذلك. ولكنّ أولئك٤ ذكروا مع هذا أن يكون هذا الإسلام لله وحده؛ فذكروا المعنيَيْن: الاستلزام، وأن يكون لله.

حقيقة دين االإسلام

[و] ٥ قول من قال: خضع وتواضع لله، يتضمّن أيضاً أنّه أخلص عبادته ودينه لله؛ فإنّ ذلك يتضمّن الخضوع والتواضع لله دون غيره. وأمّا ذكره [التوجه] ٦: فقد بُسط الكلام عليه في غير هذا الموضع٧، وتبيّن أنّ الله ذكر إسلام الوجه له، وذكر إقامة الوجه له في قوله: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ


١ ابن الجوزي.
٢ زاد المسير (تفسير ابن الجوزي) ١١٣٣.
٣ تفسير البغوي ١١٠٦.
٤ الذين فسّروا إسلام الوجه بإخلاص الدين أو العبادة أو العمل.
٥ ليست في ((ط)) ، وهي في ((خ)) ، و ((م)) .
٦ في ((خ)) : الوجه. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٧ انظر: الجواب الصحيح ٦٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>