للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إبراهيم١؛ وكما يكثّر الله الطعام والشراب لكثيرٍ من الصّالحين٢؛ كما جرى في بعض المواطن للنبيّ ٣، أو إحياء الله ميتاً لبعض الصالحين٤ كما أحياه للأنبياء٥.

كرامات الأولياء معجزات للأنبياء

فهذه الأمور٦ هي مؤكدة لآيات الأنبياء، وهي أيضاً من معجزاتهم بمنزلة ما تقدّمهم من الإرهاص.

ومع هذا فالأولياء دون الأنبياء والمرسلين، فلا تبلغ كرامات أحدٍ قطّ إلى مثل معجزات المرسلين، كما أنهم لا يبلغون في الفضيلة والثواب إلى


١ قال تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ} . [الأنبياء ٦٩] .
٢ مثل قصة أبي بكر مع أضيافه، في تكثير الطعام. انظر صحيح البخاري ٦/٤٣٦.
٣ انظر على سبيل المثال: صحيح البخاري ٤/٢٣٤.
وقد عقد القاضي عياض في كتابه الشفا ١/٤١٠ فصلاً: من معجزاته صلى الله عليه وسلم تكثير الطعام ببركته ودعائه.
٤ من ذلك إحياء الله تعالى لصلة بن أشيم العدوي فرسَه بعد أن ماتت وهو في الغزو، فأحياها الله له، ووصل إلى أهله، وقال لابنه: ألق السرج عن الفرس فإنّها عارية، فلمّا ألقى السرج عنها، سقطت ميتة.
انظر: حلية الأولياء لأبي نعيم ٢/٢٣٩. وطبقات الشافعية للسبكي ٢/٣٢٠. وسير أعلام النبلاء للذهبي ٣/٤٩٩، وقال الذهبي عن هذه القصة: وهذه كرامة ثابتة. وانظر: مجموع الفتاوى ١١/٢٨٠.
٥ مثل عيسى عليه السلام. قال الله تعالى عنه: {وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ} [آل عمران ٤٩] .
وكذلك عزير عليه السلام الذي أماته الله وحماره مائة عام، ثمّ بعثهما. قال الله تعالى: {فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} [البقرة ٢٥٩] .
وانظر كتاب الشفا للقاضي عياض١/٤٤٤، حيث عقد فصلاً في: إحياء الموتى، وكلامهم.
٦ يقصد كرامات الأولياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>