للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدرهم أي: منوان منه، أو خلف عن ضميره، كقولها: "زوجي المس مس أرنب، والريح ريح زرنب قيل: "أل" عوض عن الضمير، والأصل: مسه مس أرنب وريحه ريح زرنب، كذا قاله الكوفيون وجماعة من البصريين، وجعلوا منه: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} ١، أي: مأواه، والصحيح أن الضمير محذوف، أي المس له أو منه، وهي المأوى له، وإلا لزم جواز نحو: "زيد الأب قائم" وهو فاسد.

أو كان فيها إشارة إليه، نحو: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} ٢.

أو إعادته بلفظه، نحو: {الْحَاقَّةُ، مَا الْحَاقَّةُ} ٣. قال أبو الحسن: أو بمعناه، نحو: "زيد جاءني أبو عبد الله" إذا كان "أبو عبد الله" كنية له.

أو كان فيها عموم يشمله، نحو: "زيد نعم الرجل"، وقوله "من الطويل":

١٤١-

فأما القتال لا قتال لَديكُم ... ولكن سيرا في عراض المواكب


١ النازعات: ٤٠، ٤١.
٢ الأعراف: ٢٦.
٣ الحاقة: ١.
١٤١- التخريج: البيت للحارث بن خالد المخزومي في ديوانه ص٤٥؛ وخزانة الأدب ١/ ٤٥٢؛ والدرر ٥/ ١١٠؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص١٠٦؛ والأشباه والنظائر ٢/ ١٥٣؛ والجنى الداني ص٥٢٤؛ وسر صناعة الإعراب ص٢٦٥؛ وشرح شواهد الإيضاح ص١٠٧؛ وشرح شواهد المغني ص١٧٧؛ وشرح ابن عقيل ص٥٩٧؛ وشرح المفصل ٧/ ١٣٤، ٩/ ٤١٢؛ والمنصف ٣/ ١١٨؛ ومغني اللبيب ص٥٦؛ والمقاصد النحوية ١/ ٥٧٧؛ ٤/ ٤٧٤؛ والمقتضب ٢/ ٧١؛ وهمع الهوامع ٢/ ٦٧.
شرح المفردات: العراض: الناحية. المواكب: ج الموكب، وهو الجماعة من الناس.
المعنى: يقول: أما القتال فلا تحسنونه، ولستم من أهله، وإنما أنتم تحسنون السير مع الجماعات التي لا تقاتل، أي للاستقبال أو للاستعراض.
الإعراب: "فأما": الفاء بحسب ما قبلها، "أما": حرف شرط تفصيل. "القتال": مبتدأ مرفوع. "لا": نافية للجنس. "قتال": اسم "لا" مبني في محل نصب. "لديكم": ظرف مكان مبني، متعلق بمحذوف خبر "لا" وهو مضاف، و"كم": في محل جر بالإضافة. "ولكن": الواو حرف عطف، "لكن": حرف مشبه بالفعل، واسمه ضمير المخاطب المحذوف تقديره: "لكنكم". "سيرا": مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: "تسيرون سيرا" وهذه الجملة في محل رفع خبر "لكن". وقيل "سيرا" اسم "لكن" منصوب، والخبر محذوف =

<<  <  ج: ص:  >  >>