للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُحَمَّد بن عِمْران المَرْزُبانيّ، قال: حَدَّثَنِي أبو الحُسَين العبَّاس بن العبَّاس الجَوْهَرِيّ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بن أبي سَعْدٍ الوَرَّاقُ، قال: حَدَّثَنِي يَحْيَى بن مُحَمَّد بن أَعْيَن المَرْوَزيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو عُبيدَة، قال: شَهِدْتُ شُبَيْلَ بن عَزْرَة الضُّبَعِيِّ أتَى أبا عَمْرو بن العَلَاء وعنْدَهُ يُونُس، فقال: إنِّي سَألتُ رُؤْبَة عن اسْمُه فلَم يَدْر من أين أُخِذَ، فغَضِبَ يُونُس، وقال: واللّهِ إنِّي لأظُنُّه أعْلَمُ بذلك من مَعَدّ بن عَدْنَان! فأنا أُخْبرك فيه بسَبْعِ (a) لُغَاتٍ: أوَّلهُنَّ مَهْمُوزةٌ، وهي من رَأبْتُ، من القِطْعَة الّتي يُرْأَبُ بها القدَحُ، والبَقِيَّةُ غير مَهْمُوزة، فمنهُنَّ: رُوْبَة، خَمِيرَة اللَّبَن، ورُوْبَة من النَّوْم، قال الشَّاعرُ (١): [من المتقارب]

فألْفَاهُمُ القَوْمُ رُوْبَى نِيَامَا

وأعْطِني رُوْبَةَ فَرَسكَ وهو جَمَامُهُ، فإنَّهُ كان يَضْرِبه قبل ذلك، وتَقُول: بَقِيَتْ علينا رُوْبَة من اللَّيْل، وفُلَان لا يَقُوم برُوْبَتِهِ، أي بما هو فيه، كُلّ ذلك غير مَهْمُوز؛ غَيْرَ الأوَّل، قال: فغَضِبَ شُبَيْل (c) وقام، فقال أبو عَمْرو ليُونُس: ما أرَدْتَ إليهِ؟.

قال المَرْزُبانيّ: وأخْبَرَني عَبْدُ اللّه بن يَحْيَى العَسْكَريّ، عن أبي إسْحَاق الطَّلْحِيّ، قال: أخْبَرَنَا أبو سُهَيْل عَبْدُ الله بن يَاسِيْن، قال: أخْبَرَنَا أبو عُبيدَة أنَّ شُبَيْل بن عَزْرَة أتَى أبا عَمْرو بن العَلَاء وهو جَالِسٌ في دَاره وعندَهُ يُونُس، فقال: سَألْتُ رُؤْبَتكم هذا عن اسْمُه فلَم يَدْر ما مَعْناهُ! فقال له يُونُس: أأنْتَ سَألتَ رُؤْبَة (d) عن


(a) كذا في الأصل، ولعل صوابه: بست لغات، ليوافق ما بسطه بعده، ويوافق الرواية التالية أيضًا.
(b) الأصل: برويته.
(c) الأصل: شميل، وتقدم صحيحًا بالباء، ويأتي في السطر بعده على النحو الصَّحيح، وانظر الاشتقاق لابن دريد ١١٩، ٣١٨، ومعجم الأدباء ٣: ١٤١٢، وتهذيب الكمال ١٢: ٣٧٣.
(d) في الأصل: يونس، وضرب عليه، وأدرج بعده المثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>