للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشَّمْسُ والقَمَرُ المُنِيرُ تَنَاوَحَا … حزنًا عليه وللنُّجُومِ عَوِيْلُ

والأرْضُ خاشعَةٌ تَبْكي شَجْوَهَا … وَيْلي تُوَلولُ: أين (a) إسْمَاعِيْلُ

أين الإمَامُ الفَرْد في آدابِهِ … ما إنْ له في العَالَمين عَدِيْلُ

لا تَخْدَعَنْكَ مُنى الحَيَاةِ فإنَّها … تُلْهِي وتُنْسِي والمُنَى تَضْلِيْلُ

وتَأهَّبْن للمَوْتِ قَبْلَ نُزُولهِ … فالمَوْتُ حَتْم والبَقَاءُ قليلُ

قال عَبْدُ الغَافِر: وحَكَى بعضُ الصَّالِحين أنَّه رَأى أبا بكْر بن أبي نَصْرٍ المُفَسِّر المَقْبُريّ الحَنفِيِّ (b) جالِسًا على كُرْسِيٍّ وبيَدِه جُزءٌ يَقرأهُ، فسَأله عمَّا فيه، فقال: إذا احْتاج المَلائِكَة إلى الحَجِّ وزيارة بيتِ اللهَ العَتِيق، جاءُوا إلى زيارة قَبْر إسْمَاعِيْل الصَّابُونِيّ.

قال عَبْدُ الغَافِر: وقرأتُ من خَطِّ الفَقِيهِ أبي سَعْد السُّكَّرِيّ أنَّهُ حَكَى عن السَّيِّدِ أبي (c) إبْراهيِمَ بن أبي الحَسَن بن ظَفَر الحُسَيْنيّ أنَّهُ قال: رأيْتُ في النَّوْم السَّيِّدَ النَّقِيْبَ أبا القَاسِم زيْد بن الحَسَن بن مُحَمَّد بن الحُسَين، رَحِمَهُ اللهُ، وبينَ يَدَيْهِ طَبَقٌ من الجَوَاهِر مَا شَاءَ الله، فسَألته فقال: أُتْحِفْتُ بهذا ممَّا نُثر على روْح إسْمَاعِيْل الصَّابُونِيّ.

قال: وحَكَى المُقْرئُ مُحَمَّدُ بن عَبْد الحَميْد الأَبِيْوَرْدي، الرَّجُلُ الصَّالِح، عن الإمَام فَخْر الإسْلَام أبي المَعَالِي الجُوَيْنِي أنَّهُ رَأى في المَنَام كأنَّهُ قيل له: عُدّ عقائد أهْل الحَقِّ، قال: فكُنْتُ أذْكُرُها إذ سَمعتُ نداءً، كان مَفْهُومي منه أنِّي أسْمَعُه من الحَقِّ تبارَك وتَعالَى يقُول: ألَم تَقُلْ إنَّ ابنَ الصَّابُونِيّ رَجُلٌ مُسْلمٌ؟!.

قال: وقرأتُ أيضًا من خَطِّ السُّكَّرِيِّ حِكايَةَ رُؤيا رآها الشَّيْخُ أبو العبَّاسِ الشَّقَّانِيّ، رَأى الحَق سُبْحَانَهُ، وأنَّهُ قال: وأمَّا ابنُ ذلك المَظْلُوم فإن له عندنا (d) قُرْبى ونُعْمىَ وزُلْفَى في منَامٍ طَوِيْل.

أخْبَرَنا أبو القَاسِم عَبْدُ الله بن الحُسَين بن عَبْد الله بن رَوَاحَة الحَمَوِيّ بحَمَاة،


(a) ب: ابن.
(b) ابن عساكر: الحنيفي.
(c) ساقطة من ب.
(d) ابن عساكر: عندي.

<<  <  ج: ص:  >  >>