أسْعَدُ بن علي بن عَبْد القَاهِر بن المُهَنَّا، أبو المَاجِدِ المَعَرِّيّ المَعْرُوف بالبَليغْ (١)
من مُعَاصِري أبي العَلَاء أحْمَد بن عَبْد الله بن سُلَيمان، وكان شَاعِرًا مُجِيْدًا. رَوَى عنهُ أبو المَكَارِم عَلَوِي بن عَبْدِ القَاهِر بن المُهَنَّا المَعَرِّيّ.
وَقَعَ إليَّ من شِعْره أبياتٌ يَرْثِي بها أبا المَجْد بن سُلَيمان أخَا أبي العَلَاء وهي (٢): [من الوافر]
فأَكْثِرْ ما اسْتَطَعْتَ الوَجْدَ فيهِ … ولا تُقْلِلْ فُمشْبِهُهُ قليلُ
أَضِيْقُ بحَمْل هذا الخَطْبِ ذرْعًا … على أَنِّي لكُلّ أسَىً حَمُولُ
ولو قُصِدَ التَّناصُف كان أوْلى … منَ العَبَراتِ أرْوَاحٌ تَسِيلُ
منها:
إذا أَعْطَتْكَ دُنْياكَ الأمَاني … فقَدْ أعْطَتْكَ هَمًّا لا يَزُولُ
تقَضَّي العُمْرُ فيه وما تقَضَّي … عليه الوَجْدُ والحُزْنُ الطَّويلُ
قَرأتُ في كتاب نُزْهَة النَّاظِر، تأليفُ القَاضِي كَمَال الدِّين عَبْد القَاهِر بن عَلَوِي بن المُهَنَّا، قاضي مَعَرَّة مَصْرِيْن، قال: وأنْشَدَني -يعني أثِيْرَ الدِّين أبا مَنْصُور مُحَمَّد بن عليّ بن عَبْد اللَّطِيْف- للبَليغْ (a)، وكان قد خَرَجَ مع أقْوَامٍ من أهْل حَلَبَ إلى الفُرْجَةِ ببَعَاذِيْن والعَافِيَة، فتَعِب، فعَمِل:[من السريع]
يا فُرْجَةً ما مرَّ بي مثْلُها … عَدمْتُ فيها العِيْشَةَ الرَّاضِيَهْ