لك عرض أرق نسجًا من الريح ... وأوهى من طليلسان "ابن حرب" وكان ابن حرب أهدى إلى الحمدوني طيلسانًا خلقًا، وكان الحمدوني يحفظ قول أبي حمران السلميّ في طيلسانه. يا طيلسان أبي حمران قد برمت ... بك الحياة فما تلتذ بالعمر في كل يوم له رفا يجدده ... هيهات ينفع تجديد مع الكبر إذا ارتداه لعيد أو لجمعته ... تنكب الناس لا يبلى من النظر فاحتذى الحمودني حذو أبي حمران، وقال في وصف طيلسانه ما يقرب من مائتي مقطوعةٍ من مثل قوله: يا ابن حرب كسوتني طيلسانًا ... مل من صحبة الزمان وصدا طال ترداده إلى الرفو حتى ... لو بعثناه وحده لتهدى ومما يدل كذلك على سعة اطلاع البارودي قوله: إن شوقي إليه أسرع شأوا ... من "سليك والصول في بطء "فند" وأمر سليك بن سلكة معروف، أما فند "بكسر الفاء" فهو مولى عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، وكانت قد أرسلته ليأتيها بنار، فوجد ثومًا يخرجون إلى مصر فتبعهم، وأقام بها سنة، ثم قدم فأخذا نارًا, وجاء بعدو, فتعثر وتبدد فقال: "تعست العجلة" فقيل: "أبطأ من فند".