الفطر في شهر رمضان إذا شق عليه الصوم لشدة حر أو وعورة مسلك أو بعد مشقة وتتابع سير مثلاً.
فعن أنس: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في سفر فصام بعض وأفطر بعض فتحزم المفطرون وعملوا وضعف الصائمون عن بعض العمل قال: فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: "ذهب المفطرون اليوم بالأجر".
وقد يجب الفطر في السفر لأمر طارئ يوجب ذلك كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سافرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى مكة ونحن صيام فنزلنا منزلاً فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم" فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من أفطر ثم نزلنا منزلاً أخر فقال: "إنكم مصبحو عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا" وكانت عزمة فأفطرنا ثم قال: لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بعد ذلك في السفر رواه مسلم، وكما في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في سفر فرأى رجلاً قد اجتمع الناس عليه وقد ظلل عليه فقال: ماله؟ قالوا: رجل صائم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "ليس من البر أن تصوموا في السفر" رواه مسلم (١٠/ ٢٠٧).
٤٤٠ - لقد دلت الأحاديث الكثيرة الصحيحة من أقواله وأفعاله -صلى الله عليه وآله وسلم- على أن الفطر للمسافر أفضل من الصوم وجدت مشقة أو لم توجد، وإن الصيام في حقه جائز، لما روى الإمام مسلم رحمه الله عن حمزة بن عمرو الأسلمي أنه قال: يا رسول الله، أجد فيَّ قوة على الصيام في السفر فهل عليَّ من جناح؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه"(١٠/ ٢٠٩).