"إن الله تعالى إذا بدا لشيء من خلقه، خشع له". ولفظ ابن ماجه: "فإذا تجلى الله تعالى لشيء من خلقه، خشع له"، فههنا خشوعان: خشوع أوجب كسوفهما بذهاب ضوئهما وانمحائه، فتجلى الله لهما، فحدث لهما عند تجليه تعالى خشوع آخر بسبب التجلي، كما حدث للجبل إذا تجلى له تعالى خشوع أن صار دكًا، وساخ في الأرض، وهذا غاية الخشوع. لكن الرب تعالى يثبتهما لتجليه عناية بخلقه لانتظام مصالحهم بهما، ولو شاء سبحانه لثبت الجبل لتجليه كما يثبتهما، ولكن أرى كليمه موسى، أنّ الجبل العظيم لم يطق الثبات لتجليه له، فكيف تطيق أنت الثبات للرؤية التي سألتها. (١) انظر "ضعيف سنن أبي داود" برقم ٢٥٤/ ١١٨٥.