للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخالص، وطعمها طعم الخبز الحوّاري الخالص. وقد يختصّ هذا بالأبيض منها، فقد اجتمعت لها الفضائل كلّها، لا حرمنا الله ذلك برحمته وكرمه.

وقوله صلّى الله عليه وسلّم: «من يدخلها ينعم لا يبأس، ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم» إشارة إلى بقاء الجنّة وبقاء جميع ما فيها من النّعيم، وأنّ صفات أهلها الكاملة من الشباب لا تتغيّر أبدا، وملابسهم التي عليهم من الثياب لا تبلى أبدا، وقد دلّ القرآن على مثل هذا في مواضع كثيرة، كقوله:

{وَجَنّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ} [التّوبة: ٢١].

وقوله: {أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها} [الرّعد: ٣٥]. وقوله: {خالِدِينَ فِيها أَبَداً} [النّساء: ٥٧]، في مواضع كثيرة. وفي «صحيح مسلم» عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من يدخل الجنّة ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه» (١).

وفيه أيضا عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «إذا دخل أهل الجنّة الجنة نادى مناد: إنّ لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا، وإنّ لكم أن تصحّوا فلا تسقموا أبدا، وإنّ لكم أن تشبّوا فلا تهرموا أبدا» {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: ٤٣] (٢). وفي رواية لغيره زيادة «و [إنّ لكم] أن تحيوا فلا تموتوا أبدا» (٣).

وفي الترمذي عن أبي هريرة مرفوعا: «أهل الجنّة جرد مرد كحل، لا يفنى شبابهم، ولا تبلى ثيابهم» (٤). وعن أبي سعيد مرفوعا: «يدخل أهل الجنّة


(١) أخرجه: مسلم (٨/ ١٤٨) (٢٨٣٦).
(٢) أخرجه: مسلم (٨/ ١٤٨) (٢٨٣٧).
(٣) هي في مسلم أيضا (٨/ ١٤٨) (٢٨٣٧).
(٤) «السنن»: (٢٥٣٩).
وقال الترمذي: «حسن غريب».
قلت: وفي إسناده شهر بن حوشب، وهو ضعيف، ولكن لمعناه شواهد.

<<  <   >  >>