للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الرحمن: ١٤، ١٥] . والآلة في الإنس: الطين، قال تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ} [الصافات: ١١] . والآلة في الجن: النار، قال تعالى: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ} [الحجر: ٢٧] . والصورة، هذه الصورة الحسنة المرئية في الإنس، قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: ٤] . والصورة في الجن: الجسم اللطيف المخفي عن الأعين، قال تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف: ٢٧] . والغاية من خلقهما العبادة، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} والعبادة اسم لما شرعه الله تعالى في كتابه المنزل على لسان رسوله المرسل صلى الله عليه وسلم، وما خالفه من النسك والأعمال والأقوال والنيات فبدعة يستوجب صاحبه النار. عن عائشة

–رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد" ١. وقال صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض: "فإن من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" ٢. متفق عليه.

قال ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "فصل في العبادات والفرق بين شرعيها وبدعيها: "فإن هذا الباب كثر فيه الاضطراب، كما كثر في


١ أخرجه البخاري (٢٦٩٧) ، ومسلم (١٧١٨) عن عائشة مرفوعاً بلفظ: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". وفي لفظ مسلم (١٧١٨) (١٨) : "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
٢ أخرجه الإمام أحمد (٤/١٢٦ و١٢٧) وأبو داود (٤٦٠٧) والترمذي (٢٦٧٨) وابن ماجه (٤٣) وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وقوله في هذا الحديث: متفق عليه خطأ واضح.

<<  <   >  >>