انظر: شرح حديث النزول (ص ٣١٨)، مجموع الفتاوى (٦/ ١٢)، بدائع الفوائد لابن القيم (٣/ ٧ وما بعدها)، الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية للفياض (ص ٢٧٤). (١) مسألة هل الصفة زائدة على الذات أم لا؟ من المسائل المجملة التي يجب فيها التفصيل كما مر معنا في لفظ الجسم وغيره، وعليه فإن أريد بهذه العبارة أن هناك ذاتًا مجردة قائمة بنفسها، منفصلة عن الصفات الزائدة عليها، فهذا غير صحيح. وإن أريد بها أن الصفات زائدة على الذات التي يُفهم من معناها غير ما يفهم من معنى الصفة، فهذا حق. ولكن ليس في الخارج ذات مجردة عن الصفات، بل الذات الموصوفة بصفات الكمال الثابتة لها، لا تنفصل عنها، وإنما يفرض الذهن ذاتًا وصفة، كُلًّا وحده. انظر: شرح العقيدة الطحاوية (١/ ٩٨ - ١٠٢). أما صفة الوجه، فدل الكتاب والسنة وإجماع السلف، على أن لله تعالى وجهًا: ففي الحديث عن جابر بن عبد الله، قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ [الأنعام: ٦٥] قال النبي ﷺ: "أعوذ بوجهك! " فقال: ﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾، فقال النبي ﷺ: "أعوذ بوجهك! "، قال: ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا﴾، فقال النبي ﷺ: "هذا أيسر". أخرجه البخاري (١٣/ ٣٨٨ برقم ٧٤٠٦)، فهذا الحديث نص صحيح صريح في إثبات الوجه لله تعالى. (٢) أخرجه البخاري في مواضع، منها (١٣/ ٣٩٣ رقم ٧٤١٤، ٧٤١٥)، ومسلم (٤/ ٢١٤٧ رقم ٢٧٨٦)، والترمذي (٥/ ٣٤٥ رقم ٣٢٣٨) بنحوه، والنسائي في الكبرى (٦/ ٤٤٦ رقم ١١٤٥١)، وأحمد في المسند (١/ ٣٢٤ - ٣٧٨). (٣) يثبت أهل السنة لله تعالى قدمًا، دون تحريف أو تعطيل، ودون تكييف أو تمثيل، فهي صفة كريمة من صفاته تعالى الذاتية: فعن أنس ﵁، عن النبي ﷺ قال: "لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع فيها رب العزة ﵎ قدمه، فتقول: قط قط، وعزتك. ويزوى بعضها إلى بعض". أخرجه البخاري (١٣/ ٣٦٩ برقم (٧٣٨٤)، ومسلم واللفظ له (٤/ ٢١٨٧ برقم ٢٨٤٨).