للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعيشه تبريح، ومن دون فرخيه مهامه فيح.

قال عيسى بن هشام: فقبضت من كيسي قبضة الليث، وبعثت بها «١» إليه، وقلت: زدنا سؤالا، نزدك نوالا. فقال: ما عرض عرف العود على أحرّ من نار الجود، ولا لقي وفد البرّ بأحسن من بريد الشكر، ومن ملك الفضل فليواس، فلن يذهب العرف بين الله والناس «٢» . وأما أنت فحقّق الله آمالك، وجعل اليد العليا لك. قال عيسى بن هشام: ففتحنا له الباب [وقلنا له ادخل] فدخل، فإذا هو والله شيخنا أبو الفتح الإسكندري. فقلت: يا أبا الفتح شدّ ما بلغت بك الخصاصة، [وهذا الزي خاصة] . فتبسم ثم أنشأ يقول: [من مجزوء الخفيف]

لا يغرّنّك الذي ... أنا فيه من الطّلب

أنا في ثروة يشققّ ... لها برده الطّرب

أنا لو شئت لاتخذت ... شنوفا من الذهب

[٧٤٥]- ومما أنشأه عبد الله أبو القاسم ابن محمد الخوارزمي وسماه الرّحل:

وصية لكل لبيب، متيقظ أريب، عالم أديب، يكره مواقف السقطات، ويتحفّظ من مصادف الغلطات، ويتلطف من مخزيات الفرطات، أن يدّعي


[٧٤٥] صاحب هذه الرسالة (أو الرحلة) هو عبد الله بن محمد بن علي أبو القاسم الخوارزمي الملقب بالكامل، وكان معاصرا للحريري صاحب المقامات وقد كتب ست عشرة رحلة هذه إحداها، وقد سقطت ترجمته من معجم الأدباء، وأوردها ابن الفوطي ٥: ٨٨ (ط. لاهور) وانباه الرواة ٢: ١٣٦ والوافي ١٧: ٥٤١ وقد أعدتها إلى موضعها من معجم الأدباء (ترجمة رقم: ٦٧٠) لأن الذين أوردوا ترجمته نقلوا عن ياقوت، وأوردت هنالك رحلته هذه (ص:
١٥٥٢- ١٥٥٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>