للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرابعة: كنايات أخرى. منها: "كيت ... وذيت"

هاتان ليستا من كنايات العدد، وإنما يذكرها النحاة بعد تلك الكنايات للمناسبة بين النوعين في مجرد الكناية عن شيء.

وكيت وكيت -بفتح التاءين معا، وهو الأكثر، أو كسرهما معا، أو ضمهما كذلك- يكنى بهما عن القصة والخبر، أي: الحديث عن شيء حصل أو قول وقع١؛ مثل: "صنع العامل كيت وكيت، وقال كيت وكيت"١. ولا بد من تكرارهما مع فصلهما بالواو٢، واعتبارهما معا "وبينهما هذه الواو المهملة" مركبا مزجيا بمنزلة كلمة واحدة ذات جزأين، والجزءان معا مبنيان إما على الفتح، وإما على الكسر، وإما على الضم، في محل رفع أو نصب، أو جر، على حسب حاجة الجملة. وهذا المركب المزجي -عاملا- نائب في الحقيقة عن جملة، وهذا صح أن يعمل فيه القول في نحو: "أنت قلت كيت وكيت"؛ فيكون المركب المزجي -بتمامه- هنا في محل نصب، مفعولا به للفعل "قال" ... ٣.

وكل ما تقدم في: "كيت وكيت" يقال كاملا في: "ذيت وذيت". من غير تفريق في شيء إلا في الحرف الأول الهجائي؛ فهو "كاف" في أحد المركبين، و "ذال" في المركب الآخر، ولا خلاف في شيء بعد هذا.


١ و١ المفهوم من كلام: "الأشموني" أن الألفاظ الأربعة "كيت وكيت، ذيت وذيت" يكنى بها عن الحدث. لكن جاء في كتاب: "تقويم اللسان" لابن الجوزي "المتوفى حول سنة ٧٩٨ -باب الدال، ص١٢٩" ما نصه: "تقول: قال فلان: "ذيت وذيت" والعامة تقول: "كيت وكيت" وإنما العرب تجعل "ذيت وذيت" كناية عن المقال، و"كيت وكيت" كناية عن الأفعال". ا. هـ. ثم جاء في هامش تلك الصفحة ما نصه: منقولا عن نسختين: "فيهما: ذيت وذيت كناية" عن الأفعال، وفي "الصحاح" "ذيت" عن أبي عبيدة: يقولون كان من الأمر ذيت وذيت ... وكيت كيت". ا. هـ.
٢ والمفهوم المتبادر من كلامهم أن هذه الواو مهملة جاءت وجوبا لمجرد الفصل بين جزأي المركب المزجي، فلا عمل لها ولا أثر إلا هذا الفصل المحض.
٣ راجع الصبان.

<<  <  ج: ص:  >  >>