للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال ابن ناصر عنه: كان بقية الشيوخ، سمع الكثير. وكان يفهم، مضى مستورا وكان ثقة، ولم يتزوج قط.

وقال السلفى: كان عبد الوهاب رفيقا حافظا ثقة، لديه معرفة جيدة. وقال الحافظ أبو موسى المدينى فى معجمه: هو حافظ عصره ببغداد.

وذكره ابن السمعانى، فقال: حافظ ثقة، واسع الرواية، دائم البشر، سريع الدمعة عند الذكر، حسن المعاشرة. جمع الفوائد وخرج التخاريج، لعله ما بقى جزء مروى إلا وقد قرأه وحصل نسخته. ونسخ الكتب الكبار، مثل الطبقات لابن سعد، وتاريخ الخطيب. وكان متفرغا للتحديث: إما أن يقرأ عليه، أو ينسخ شيئا

وذكره ابن الجوزى فى عدّة مواضع من كتبه، كمشيخته، وطبقات الأصحاب المختصرة، والتاريخ، وصفوة الصفوة، وصيد الخاطر. وأثنى عليه كثيرا، وقال:

كان ثقة ثبتا، ذا دين وورع، وكنت أقرأ عليه الحديث وهو يبكى، فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتى بروايته. وكان على طريقة السلف، وانتفعت به ما لم أنتفع بغيره، ودخلت عليه فى مرضه - وقد بلى وذهب لحمه - فقال لى: إنّ الله عزّ وجل لا يتهم فى قضائه.

وقال أيضا: ما رأينا فى مشايخ الحديث أكثر سماعا منه، ولا أكثر كتابة للحديث بيده مع المعرفة به، ولا أصبر على الإقراء، ولا أسرع دمعة وأكثر بكاء مع دوام البشر وحسن اللقاء.

وقال أيضا: كنت أقرأ عليه الحديث من أخبار الصالحين، فكلما قرأتها بكى وانتحب. وكنا ننتظره يوم الجمعة بجامع المنصور، فلا يجئ من قنطرة باب البصرة وإنما يجئ من القنطرة العتيقة. فسألته عن هذا؟ فقال: تلك كانت دار ابن معروف القاضى، فلما غضب عليه السلطان أخذها وبنى عليها القنطرة.

قال لنا: وسمعت أبا محمد التميمى يحكى عن ابن معروف: أنه أحل كل من يجوز عليها، إلا أنى أنا لا أفعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>