كريم خطته تلك اليمنى التي اليمن فيها تخطه، ونسقت جواهر بيانه التي راق بها سمطه، فلا تسألوا عن إبتهاجي بأعاجيبه، وانتهاجي لأساليبه، وشدة كلفي بالتماح وسيمه، وجدة شغفي باسترواح نسيمه، فإنه قدم وأنس النفس راحل فاستعاده، وسجم وروض الفكر ما حل فجاده، لا جرم أنه بما حوى من حرق النوى، وروى من طرق الهوى، وبكى للربع المحيل، وشكا من صائح الرحيل، هيج لواعج الأشواق وأثارها، وحرك للنفس حوارها، فحنت، (١) وأستوهب العين مدرارها، فما ضنت، فجاشت لوعة أستكنت [١٠٧ ظ] وتلاشت سلوة عنت، ووكف دمع كف، وثقل عذل خف، وأشتد الحنين، وأمتد الأنين، وعلا النحيب، وعرا الوجيب، وألتقى الصب والحين، ودرى المحب قدر ما جناه البين، وطالما اعمل في إحتمال المشاق عزيمه، وشد لإجتياب الآفاق حيازيمه: