للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأخيرَ، وصارَ الاسمُ على مثالِ فُعيل كقولِكَ في عَطا وإداوَةٍ، وعارية ومعاويةً وأحوى عُطَيّ وأُدَيّةٌ وعُرَيّةٌ ومُعَيِّيةٌ".

قال المُشَرِّحُ: وكلُّ (١) اسمٍ اجتمعَ (٢) فيه ثلاثُ ياءاتٍ أولاهُنَّ ياءٌ التَّصغيرِ، حذفتَ واحدةً منهُنَّ، فإذا لم تَكن أولاهُنَّ ياءَ التَّصغيرِ لَم يُحذَف منه شَيءٌ (٣). [يقولون في تَصغيرِ مَيَّة مُييَّةٌ، وأمَّا أهلُ الكُوفَةِ فلا يَحذِفُون منه شَيئًا] (٤) يَقُولون في تَصغيرِ معاوَيةَ مُعَيَّيَة على مَن قالَ أُسيود إلَّا أنَّه حُذِفَت الياءُ الأخيرةُ التي (٥) هي لامُ الكلِمَةِ وبَقِيَتْ المُنقَلِبَةُ مَعَ ياءِ التَّصغيرِ فإن سألتَ: لِمَ لا يجوزُ أن يكونَ المَحذوفُ ياءَ التَّصغير؟ أجبتُ: إنّما يَقَعُ حيثُ يكونُ استثقالًا، والاستثقالُ لا يَقَعُ إلَّا عِندَ الياءِ الّتي هيَ لامُ الكَلِمَةِ (٦) ونظيرُهُ قولُ سِيبويهِ (٧) في فرزدَقٍ فُريزِد. فإن سألتَ: فهل يجوزُ أن يكونَ المَحذوفُ هوِ الأوَّلُ وهو ياءُ التَّصغيرِ قولًا ثانيًا كما في فَرَزدَقٍ؟ أجبتُ: لا يجوزُ لأنَّ المحذوفَ (٨) لو كان ياءَ التَّصغيرِ لكانَ مُعظَمُ علامةِ التَّصغير ساقطةً. وهذا لأنَّ علامةَ التَّصغيرِ حركَتَان وحَرفٌ فيكون الحَرفُ مُعظَم العَلامةِ، ولذلِكَ وَقَعَ به الاجتزاءُ في تَصغيرِ أسماءِ الإِشارةِ بخلافِ ما لو كان لامُ الكَلِمَةِ هو السَّاقِطُ فإنَّه لا يكونُ معظَمُ الكَلِمَةِ ساقطًا. على أنَّ الشَّيخَ أبا علي الفارِسِيَّ قد (٩) نَصَّ على أنّ حرف التَّصغيرَ البَتّة لا يَسقُطُ.


(١) نقل الأندلسي في شرحه: ٣/ ٤٠ النص كله من قوله: وكل اسم .. إلى آخره.
(٢) في (ب) قد اجتمع.
(٣) في (ب) شيء.
(٤) ساقط من (أ).
(٥) في (أ) وهي.
(٦) في (أ).
(٧) الكتاب.
(٨) في (ب) هو ياء.
(٩) في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>