للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجبتُ: قد ورد فيه الواو كما ورد فيه الياء، ومن ثم قال الشَّيخ أبو علي الفارسي (١): ويدلك على ذلك أنه مصدر وأنه عوض حكاية أبي الحسن: قِوَمًا وقِيمًا، فمن قال: قومًا فهو مقصور من قوام، ومن قال: قيمًا فهو مقصور من قيام.

قال جارُ الله: "وقولهم: حال حولًا كالقود".

قال المُشَرِّحُ: إنما أعل "قيم" لمعنيين:

أحدهما: أنه مصدر، والمصدر يتبع الفعل إعلالًا وتصحيحًا.

والثاني: أنه مقصورٌ من قيام، بخلاف حالَ حوَلًا، وعادني حبها عِوَدًا فإنه ما أعل أحدهما.

قال جارُ الله: " (فصلٌ) إن كان من الواو سكنت عينه لاجتماع الضمَّتين والواو فيقال: نور وعون في جمع نوار وعوان".

قال المُشَرِّحُ: الشيخُ رحمه الله قد أشار إلى أن أصلَ هذا أن يكون بالتَّحريك إلا أنه سكنت عينه لاجتماع الضمتين والواو. وجه التّفصيل: أعراضهم في نحو كساء ورداء عن تكسيره على (فُعُل) مع أنهم كسروا كتابًا ورغيفًا وقذالًا على (فُعُل) وهذا لأنه لو كسر على ذلك لا يخلو من أن يخففَ، أو لا يخفف، فلئن لم يخفف فذاك، وإن خفف فالأصل فيه التثقيل فهو بمنزلة المثقل وكذلك لم تعد الألف الساقطة بحكم التقاء الساكنين في رمتا، لأنه لما كان الأصل فيها السكون فكأنها ساكنة، وكذلك لم تزد الواو والياء في رضا وقضو الرجل. والذي يدل على أن أصلها التَّحريك أنه لو كان أصله السكون لما رفض جمع ما كانت اللامُ فيه واوًا بالواو كما لم يرفض ذلك في جمع ما أصله (فَعْل) بالسكون وذلك نحو عَمْرو، وما أسكن فهو


(١) ينظر: الحجة ٣/ ٤٣٩، ٤٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>