أفادت الآية بطريق عكس النقيض الموافق المعلوم عند أرباب فن المنطق أن من لا أسوة له حسنة في رسوله صلى الله عليه وسلم فهو ليس ممن يرجو الله واليوم الآخر. وكفى بهذا التهديد العظيم في التحذير للعاقل.
وقال تعالى:{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}
فأقسم سبحانه بنفسه على نفي الإيمان عن العباد حتى يحكموا رسوله في كل ما شجر بينهم من الدقيق والجليل. ولم يكتف في إيمانهم بهذا التحكيم بمجرده حتى ينتفي عن صدورهم الحرج والضيق عن قضائه وحكمه. ولم يكتف أيضا بذلك حتى يسلموا تسليما وينقادوا انقيادا لحكمه.
فما بالك بمن حكم بغير ما أنزل الله فإنه أولى بسلب الإيمان عنه.