للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه وصرفوه، وأجروه على إرادتهم وصرّفوه، وذهّبوا سقفه وفضّضوها، ورخّموا أرضه وروّضوها، فبات به السعد يلحظه بطرفه، والروض يحييه بعرفه، فلمّا استنفد كافور الصباح به مسك الغسق، ورصع آبنوس الظلام نضار الشفق، قال مرتجلاً: كل قصر بعد الدمشق يذمّ ... إلخ، انتهى.

[١٦ - من ترجمة ابن لبون]

وقال في ترجمة ذي الوزارتين أبي عيسى ابن لبّون (١) : أخبرني الوزير أبو عامر ابن الطويل أنّه كان بقصر مربيطر بالمجلس المشرف منها (٢) ، والبطحاء قد لبست زخرفها، ودبج الغمام مطرفها، وفيها حدائق ترنو عن مقل نرجسها، وتبثّ طيب تنفّسها، والجلّنار قد لبس أردية الدماء، وراع أفئدة الندماء، فقال:

قم يا نديم عليّ القرقفا ... أوما ترى زهر الرياض مفوّفا

فتخال محبوباً مدلاًّ وردها ... وتظن نرجسها محبّاً مدنفا

والجلّنار دماء قتلى معرك ... والياسمين حباب ماء قد طفا إلى أن قال (٣) : وشرب مع الوزراء ببطحاء لورقة [عند أخيه، وابن اليسع غائب عنها] (٤) في عشية تجود بدمائها، ويصوب عليها دمع سمائها، والبطحاء قد خلع عليها سندسها، ودنّرها (٥) نرجسها، والشمس تنفض على الرّبى زعفرانها، والأنوار تغمض أجفانها، فكتب إلى ابن اليسع:


(١) القلائد: ٩٩ وانظر المغرب ٢: ٣٧٦.
(٢) ج ق ط: المشرق منها.
(٣) القلائد: ١٠٠ والمغرب ٢: ٣٧٧.
(٤) زيادة من القلائد.
(٥) في الأصول: ودرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>